الجمعة، 31 مارس 2017



هل كان للترجمة وجود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
لقد شهد عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنشطة للترجمة، خاصة مع ما تطلَّبه نشر الدعوة من التواصل مع أمم أخرى غير أمة العرب.
ويُروى أن سلمان الفارسي كان أول من سعى في ترجمة فاتحة الكتاب إلى لغته الفارسية في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد كان زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجى أول مترجم في الإسلام، وروي أنه كان يكتب الرسائل التي ترسل إلى الملوك، ويرد عليهم بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يتقن اللغة الفارسية واليونانية والسريانية، كما تم العثور على بردة قديمة يرجع تاريخها إلى سنة 22 هجرية، وعليها نص بإسم عمرو بن العاص وبهذا النص ثلاثة أسطر باللغة اليونانية ويعقبها الترجمة بالعربية.
وكان فداء أهل بدر أربعين أوقية، فمن لم يكن يملك يتوجب عليه تعليم عشرة من المسلمين الكتابة فكان زيد بن ثابت ممن عُلِّم.
ولقد كان مثقفًا متنوع المزايا، يتابع القرآن حفظاً، ويكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتفوق في العلم والحكمة.
وحين بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي، وبدأ بإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرتها، أمر زيداً أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها في وقت وجيز...
كيف تم ذلك؟!
دعونا نستمع لشهادة زيد رضي الله عنه بنفسه:
يقول زيـد بن ثابت: أُتيَ بيَ رسول الله مقْدمة المدينة، فقيل: هذا الرجل من بني النجار، وقد قرأ سبعة عشرة سورة، فقرأتُ عليه شيئاً من القرآن فأعجبه ذلك، فقال لي: (تعلم كتاب يهـود... فإنى ما آمنهم على كتابى)- يقصد رسائله التي يستقبلها ويرسلها من وإلى ملوك الأرض- ففعلتُ، فما مضى لي نصف شهـر حتى حَذِقْتُـهُ، فكنت أكتب للنبي إليهم، وإذا كتبوا إلى النبي قرأتُ له.
وعن زيد بن ثابت قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : "هل تحسن السريانية؟" قلت له: لا. فقال لي: "تعلمها فإنه تأتينا كتب". قال زيد: فتعلمتها في ثمانية عشر يومًا.
قال الأعمش: كانت تأتي النبي صلى الله عليه وسلم كتب لا يشتهى أن يطلع عليها إلا من يثق به، من هنا أطلق على زيد لقب ) ترجمان الرسول(.
من هذا المنطلق تبرز أهمية (الترجمة) منذ عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، والذي كان يحتاج إليها فقط لترجمة الرسائل الواردة والمرسلة من وإلى ملوك الأرض الغير ناطقين باللغة العربية.
أما الأمة الإسلامية اليوم فهي أحوج ما تكون إلى (الترجمة)، ليس فقط من أجل النهوض بالأمة في مجالات كثيرة، ولكن على الأقل من أجل ترجمة كتاب الله عز وجل وأحاديث رسوله لمليار مسلم لا ينطقون العربية.
ذلك لأن الناطقين بالعربية لا تتعدى نسبتهم 30% من مجموع مسلمي العالم، وباقي المسلمين (70%) المنتشرون في أنحاء العالم يتحدثون بلغات أخرى مختلفة غير العربية.
اسأل الله أن يهيئ لهذه الأمة من يسعى إلى نشر قرآنها وسُنة نبيها بالحكمة والموعظة الحسنة.

مختار العربي (46 سنة)

لدي قناعة تامة بأن الترجمة سبب رئيسي في تقدم الفرد والمجتمع والدولة في كافة مجالات الحياة، حيث أنها أهم أداة للتواصل بين الأفراد والشعوب لذلك قمت بانتقاء فريق عمل بعناية حتى نستطيع القيام بتنفيذ أعمال الترجمة بكفاءة عالية .

شارك الموضوع :

ضع تعليقك :

0 التعليقات